الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 21/صفر الخير/1437هـ الموافق 4/كانون الأول/2015م



 

05/12/2015


لقد تمت زيارة ُ أربعين الامام الحسين (عليه السلام) ومسيرتُها المليونية المباركة ، وتكللت بالنجاح الباهر، والذي كان انعكاساً لحسن الادارة والتنظيم في مُختلف مراسمها بفعل الجهود الطيبة والاستثنائية لمختلف الجهات التي أشرفت عليها ، حيث لم يُسَجَّل أيُّ خرق أمني مُعتَدٍّ به إضافة الى المستوى المقبول او الجيد للخدمات المقدمة للزائرين، ومن المؤكد إنّ ذلك يمثل ـ بملاحظة الظروف المعقدة والاستثنائية التي يمر بها العراق - نجاحاً وطنياً كبيراً لجميع المؤسسات العراقية الحكومية والأهلية والمواطنين الذين ساهموا بروح ِ الفريق الواحد في إنجاح هذه الزيارة المباركة .

وهنا نود ان نَذْكُرَ النقاط التالية :

1.  لابد من ان نُعبِّرَ عن عميق اعتزازنا وتقديرنا وشكرنا لجميع الذين كان لهم الدورُ الفاعلُ والأساسُ في إنجاح إدارة هذه الزيارة ومنهم جموعُ الفضلاء وطلبة الحوزة العلمية الذين انتشروا في مختلف الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة لتبليغ المعارف الدينية وإرشاد الزائرين الى ما فيه صلاحُهُم وخَيْرُهم في الدنيا والآخرة ، وكذلك المؤسسات الامنية بكل عناوينها ومسمياتها ومعها جموعُ المتطوعين، حيث كان لها الدور الاكبر في النجاح الأمني للزيارة وخصوصاً الأجهزة الاستخبارية التي حالت دون وصول الارهابيين الى جموع الزائرين في اكثر من مكان ، وايضاً مؤسسات الدولة الخدمية من الصحة والنقل والخدمات العامة وادارات العتبات المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية المقدسة ، والمواكب الحسينية العزائية والخدمية وكثر من المواطنين الذين بذلوا الغالي والنفيس لخدمة الزائرين الكرام ، وشكرٌ خاص لجميع الزائرين الذين كان لانتظامهم الواعي في أداء مَراسِم الزيارة دورٌ مهم في هذا النجاح .

ولا ننسى الدور المهم لوسائل الإعلام المختلفة والتي ابرزت مليونية حشود الزائرين وما مثلته هذه الزيارة من تجسيد ٍ لمبادئ وقيم ِ الثورة الحسينية المباركة .

 

2.  على الرغم من عدم توفر البنى التحتية الأساسية والامكانات الضرورية لمتطلبات الزيارة للحشود المليونية من داخل العراق وخارجه ، إلا انّ العراقيين اثبتوا قدرة ً عالية في التغلب على المشاكل لتحقيق هذا النجاح الباهر من كل الجوانب امنياً وخدمياً وتنظيمياً ، وما ذلك إلا لتوفر عوامل الإخلاص وروح التعاون والتنسيق والشعور العالي بالمسؤولية تجاه الآخر والعمل الجمعي التضامني الذي فجّر الطاقات في الكل لخدمة الجميع ، وهذا كلُّه ـ بالإضافة الى الانتصارات العظيمة لقواتنا المسلحة والمتطوعين في جبهات القتال ضد داعش- ينبغي ان تُمَثِّلَ دروساً إضافية لجميع المتصدين للمسؤولية في البلد ، وينبهَّهُم الى انَّه ؛ متى ما توفرت العوامل المذكورة من الاخلاص والشعور بالمسؤولية الوطنية والتعاون بين الجميع فإنه يمكن وبكل تأكيد ، الخروج من الازمات الحالية التي يمر بها العراق مهما كانت الظروفُ قاسية ً وصعبة .

 

3.  ان ديمومة المسيرة المليونية للزائرين بمناسبة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) على الرغم من مخاطر الارهاب والظروف النفسية الصعبة التي يمر بها المواطنون بسبب الازمات المتتالية خلال عقود من الزمن تعطي درساً إيمانياً ووطنياً عظيماً لأبناء الشعب العراقي .

فعلى الرغم من ان جموعَ الزائرين قد واجهت برجالها ونسائها واطفالها من الاجيال الحاضرة ومن اسلافهم الماضين تحديات ومصاعب كبيرة خلال سنين طويلة والتي تتفطرُّ لها صخورُ الجبال سواءٌ أكان على مستوى المحاربة والبطش والتنكيل من الحكام او التفجيرات الارهابية الحاصدة لأرواح الآلاف منهم خلال السنوات الاخيرة ، إلا أنّ الجموعَ المؤمنة بقضيتها التي ليس لها سلاحٌ إلا سلاحَ الايمان والولاء للإمام الحسين (عليه السلام) قد استطاعت بفعل ارادتها الصلبة وعزيمتها الراسخة الاستمرارَ في هذه المسيرة بَلْ وضاعفت من ألَقِها ووهَجِها ، وهذا يجعل المرءَ على يقين ٍ بأن هذا الشعب المضحي والصابر سينتصر على اعدائه، وستنهزم عصاباتُ "داعش" وتتحطم جبروتها وطغيانُها وظلمُها على صخرة صمود وصبر وتضحية الابطال في القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى .

كما انّ من المؤكد ان هذه الارادة الصلبة والعزيمة الراسخة ستكونُ العاملَ الاساس لغلبة وانتصار الشعب العراقي في معركة الاصلاح واقامة الحكم الرشيد وتخليص البلد من مجاميع الفاسدين الذين جعلوا العراق منهباً ومسلباً لنزواتهم وأطماعهم .

4.  ان التزايد المطَّرد في اعداد الزائرين من داخل العراق وخارجه خلال السنوات الاخيرة لا يتناسب مع ضعف وتواضع ما يقابله من تطور ضروري للخدمات الاساسية للزائرين، ومن هنا يتحتمُّ على الجهات المعنية خصوصاً في الحكومة الاتحادية مزيدَ الاعتناء والاهتمام بتوفير الموارد اللازمة لإقامة مشاريع البنى التحتية والخدمات العامة ولاسيما في مجال النقل وتوسعة الطرق وانشاء الساحات العامة والمجمعات الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية ، ويمكن الاستعانة بالقطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال فان هناك فرصة طيبة ً ومساحة ً كبيرة لذلك وستكون له واردات مالية تساعد ايضاً على تحسن الوضع الاقتصادي للبلد ، ولابد ايضاً من وجود لجنة عليا تقوم بمهام التنسيق والمتابعة والتنظيم لشؤون الزيارة المختلفة ..

نسأل الله تعالى ان يوفق الجميع للقيام بوظائفهم..

اللهم آمن بلدنا وبلدان المسلمين ، واكفنا شر من يريد بنا سوءاً وعدواناً ، واصلح حالنا وامورنا بفضلك ومنك يا ارحم الراحمين .


[ عدد الزيارات: 1754]

♦  نتائج قرعة المكتبة البيتية الثالثة
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 25 ربيع الآخر1437هـ الموافق 5 شباط 2016م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 18/ربيع2/1437هـ الموافق 29/كانون2 /2016م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 11/ربيع2 /1437هـ الموافق 22/كانون2 /2016م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 4/ر2/1437هـ الموافق 15/ك2/2016م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 27/ ر 1 /1437هـ الموافق 8/ ك 2 /2016م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 20/ربيع الاول/1437هـ الموافق 1/كانون الثاني/2016م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 13/ربيع الاول/1437هـ الموافق 25/كانون الأول/2015م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 6/ربيع الاول/1437هـ الموافق 18/كانون الأول/2015م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 28/صفر الخير/1437هـ الموافق 11/كانون الأول/2015م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 21/صفر الخير/1437هـ الموافق 4/كانون الأول/2015م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 14/صفر الخير/1437هـ الموافق 27/تشرين الثاني/2015م
♦  الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 7/صفر/1437هـ الموافق 20/تشرين الثاني/2015م
♦  Ø§Ù„خطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 30/محرم الحرام/1437هـ الموافق 13/تشرين الثاني/2015Ù…
♦  Ø§Ù„خطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 23/محرم الحرام/1437هـ الموافق 6/تشرين الثاني/2015Ù…
♦  Ø§Ù„خطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 16/محرم الحرام/1437هـ الموافق 30/تشرين الأول/2015Ù…
♦  Ø§Ù„خطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 9/محرم الحرام/1437هـ الموافق 23/تشرين الأول/ 2015Ù…
♦  Ø§Ù„خطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 2/محرم الحرام/1437هـ الموافق 16/تشرين الاول/2015Ù…
♦  Ø§Ù„خطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 25 / ذي الحجة / 1436هـ الموافق 9 / تشرين الأول /2015Ù…
♦  Ø®Ø·ÙŠØ¨ جمعة كربلاء يؤكد على ضرورة توحيد الصف لمواجهة الإرهاب ومحاربة الفساد وتعزيز ثقافة حب الوطن
♦  Ø§Ù„مرجع السيستاني يدعو الحكومة لتجديد النظر في السياسات المالية بشرط اصلاح مؤسساتها من الفساد بشكل جدي
♦  Ø§Ù„مرجع السيستاني يجدد دعوته إلى تعزيز الجهد الاستخباري ودعم قوات الأمن والحشد الشعبي
♦  Ø§Ù„مرجع السيستاني يدعو لتقييم اداء المسؤولين على اساس مهني ومراقبة صارمة لاموال دعم المنتوج الوطني
♦  Ø§Ù„مرجع السيستاني يدعو (النزاهة والقضاء) الى ملاحقة رؤوس الفساد الكبيرة واسترجاع اموال العراق المنهوبة
♦  Ø§Ù„شيخ الكربلائي يحذر المسؤولين من مخاطر ظاهرة هجرة الشباب ويدعوهم الى تنشيط القطاع الخاص لاستيعاب العاطلين عن العمل
♦  صدور الجزء الثالث من كتاب الوافي في تحقيق اسناد الكافي - اصدارات دار المرتضى للنشر
♦  Ø§Ù„سيد الصافي يؤكد على ضرورة العمل لإصلاح الجهاز القضائي وإجهاض ثقافة الرشاوى في مفاصل الدولة والمجتمع
♦  Ø§Ù„شيخ الكربلائي يقرأ بيانات سابقة للمرجعية الدينية تطالب الحكومة بتحسين الخدمات العامة ومكافحة الفساد المستشري في مختلف دوائرها
♦  Ø§Ù„مرجع السيستاني يدعو العبادي ان يكون اكثر (جرأة) ويضرب بيد من حديد لمن يعبث بأموال الشعب
♦  Ø§Ù„شيخ الكربلائي يصف الفساد المالي والإداري بأم البلايا ويشير الى صبر المواطنين الذي لا يمكن ان يطول الى ما لا نهاية
 

تعليقات الزوار

الاسم
البريد الالكتروني
النص
الكود الامني
 

 

  التعريف بالمؤسسة فروع مؤسسة المرتضى مجلة النجف الاشرف اصدارات المؤسسة المرجعية الدينية حوزة النجف الاشرف مكتبة المرتضى منتدى المفيد