من هو زيد بن علي عليهما السلام
ولد زيد بن علي عليه السلام ÙÙŠ المدينة المنورة.
أبوه الإمام علي بن الØسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وأمه من بلاد السند.
والكثير من المراجع والمصادر لم يثبت سنة ولادته، كما اختÙÙ„ÙÙÙŽ ÙÙŠ سنة شهادته.
Ùقد أورد ابن الأثير ÙÙŠ الكامل شهادته ÙÙŠ Ø£Øداث عام (122هـ)ØŒ وكذلك الدينوري وابن الجوزي والطبري. ÙˆÙئة من المؤرخين ذكروا أنه استشهد ÙÙŠ عام (121 هـ) ومنهم ابن الأثير ÙÙŠ تاريخه، Ùبعد أن أثبت ÙˆÙاته سنة (122 هـ)ØŒ كتب: (وقيل سنة ÙˆÙاته عام (121 هـ)).
وأورده الشيخ الطوسي ÙÙŠ جملة أصØاب الإمام زين العابدين وأصØاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام وكتب:
(زيد بن علي بن الØسين بن علي بن أبي طالب (ع) أبو الØسين، تابعي قتل سنة Ø¥Øدى وعشرين ومائة وله اثنتان وأربعون سنة).
أما الشيخ المÙيد Ùإنه كتب ÙÙŠ إرشاده:
(وكان مقتله يوم الاثنين لليلتين خلتا من صÙر سنة عشرين ومائة وكان سنه يومئذ اثنتين وأربعين سنة).
أما ابن عساكر ÙÙŠ تاريخ دمشق Ùقد قال: (إن سنة ولادته (78هـ)).
وإذا كان الأمر كذلك Ùإن سنة شهادته مرددة بين عام (121هـ) كما ذهب إليه الشيخ الطوسي وبعض المؤرخين، وبين عام (122هـ) كما ذهب ابن الأثير وغيره. وعلى هذا الأساس يمكن تØديد سنة ولادته بين عام (79هـ) وبين عام (80هـ)ØŒ وذلك بقرينة أن عمره يوم شهادته بلغ الاثنتين والأربعين سنة كما أشار المÙيد والطوسي وغيرهما إلى ذلك.
عاش مع أبيه السجاد عليه السلام خمسة عشر عاماً أو أكثر، وبعد استشهاد الإمام السجاد عليه السلام عام (95هـ) ÙƒÙله أخوه الأكبر الإمام الباقر عليه السلام، Ùهو ربيب الباقر عليه السلام، عاش ÙÙŠ رØاب عطÙÙ‡ ÙˆØنانه بعد استشهاد أبيه، واغتر٠العلم والتقوى من نبعه الÙياض.
إنه من علماء آل Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وسلم
تواÙرت لزيد مائدة أهل البيت السخية، Ùهو ابن هذا البيت الطاهر، ÙØªØ Ø¹ÙŠÙ†ÙŠÙ‡ على ينابيع العلم والتقوى، والقيم الخلقية الرÙيعة، Ùقد اغتر٠من منهل أبيه الزاخر بالتقوى والإخلاص والخشوع والعلم بالكتاب والشريعة، مدة خمسة عشر عاماً، ثم عاش ÙÙŠ رØاب الإمام الباقر عليه السلام تسعة عشر عاماً ينهل من علومه ومعارÙه، Øتى بلغ الغاية ÙÙŠ العلم والمعرÙØ©ØŒ وكان L يناقش أبناء الØسن (جعÙر بن الØسن بن الØسن) ومن بعده (عبد الله بن الØسن بن الØسن) ÙÙŠ أوقا٠علي بن أبي طالب عليه السلام وكيلاً عن أبناء الØسين عليه السلام.
وكان زيد يطو٠على بعض رؤساء المذاهب والتيارات الأخرى، كواصل بن عطاء، لمناقشتهم ÙÙŠ مسائل العلم، بعد أن استوعبها من مصدرها الأصيل، ويبيّن لهم موقع أئمة أهل البيت ودورهم ÙÙŠ ØÙظ الإسلام والأمة.
وكان بليغاً ÙصيØاً إلى جانب علمه، Ùقد كتب هشام بن عبد الملك إلى يوس٠بن عمر يص٠زيداً:
(وقد قدم زيد بن علي أمير المؤمنين (يقصد Ù†Ùسه) ÙÙŠ خصومة Ùرأى (أي هشام) رجلاً جدلاً لسنا Øوّلاً Ù‚Ùلّباً خليقاً بصوغ٠الكلام وتمويهه، واجترار الرجال بØلاوة لسانه وكثرة مخارجه ÙÙŠ Øججه، وما يدلي به عند الخصام من العلوّ على الخصم بالقوة المؤدّية إلى الÙلج).
تقواه وورعه
وكان زيد بن علي عابداً خاشعاً لله، تاليّاً كتابَهÙØŒ Ùعن عاصم بن عبيد الله العمر قال: (أنا أكبر منه رأيته بالمدينة وهو شاب يذكر الله عنده، Ùيغشى عليه Øتى يقول القائل: ما يرجع من الدنيا).
وقال Ù…Øمد بن أيوب الراÙقي: (كانت المرجئة وأهل النسك لا يعدلون بزيد Ø£Øداً». وعن Ù…Øمد بن الÙرات قال: «Ø±Ø£ÙŠØª زيد بن علي وقد أثر السجود بوجهه أثراً Ø®ÙÙŠÙاً).
وكان يصوم كل شهر ثلاثة أيام، وكل سنة ثلاثة أشهر، وكان يسمى Øلي٠القرآن.
ويتØدث زيد عن Ù†Ùسه لأبي قرة: (والذي يعلم ما تØت وريد زيد بن علي أن زيد بن علي لم يهتك لله Ù…Øرماً منذ عر٠يمينه من شماله).
وبكلمة موجزة، كان زيد مثالاً للشخصيّة الإسلامية الملتزمة التي جمعت المعرÙØ© إلى جانب العبادة، والخشوع، والتبتل والى جانب الوعي السياسي، والاجتماعي.
ثورته واستشهاده
عر٠زيد بن علي عليه السلام بجهاده للظلم ومØاربة طغاة بني أمية والدعوة بالرضا لآل Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وسلم ولقد خاض مع من بايعه على الجهاد والقتال معركة شديدة مع والي الكوÙØ© وقواته التي زØÙت إليه من الشام.
Ùكانت المعركة بين كر٠وÙر٠منذ ليلة الأربعاء وهي الليلة الأخيرة من شهر صÙر عام 122 هـ إلى ليلة الجمعة، أي كانت المعركة تدور ÙÙŠ Ø¥Øياء الكوÙØ© ثلاثة ليالي.
ÙˆÙÙŠ عشية يوم الخميس Øمل زيد ÙÙŠ أصØابة على العباس بن سعيد صاØب شرطة الكوÙØ© مع قوات أهل الشام ÙكشÙهم، ثم تبعهم Øتى أخرجهم من السبخة، ثم شدّ عليهم Øتى أخرجهم إلى بني سليم، ثم تبعهم ÙÙŠ خيله ورجاله Øتى أخذوا على المسناة وكان صاØب لواء زيد ÙÙŠ هذه المعركة عبد الصمد بن أبي مالك بن Ù…Ø³Ø±ÙˆØ Ù…Ù† بني سعد، Ùجعلت خيل العباس لا تق٠أمام هجمات قوات زيد، Ùبعث العباس إلى يوس٠طلب النجدة، Ùأنجده بÙرقة من الرماة بقيادة سليمان بن كيسان الكلبي، ÙØاول زيد أن يدÙعهم إلى السبخة، Ùقتل معاوية بن إسØاق وهو الرجل المهم الآخر بعد نصر بن خزيمة، وما لبث أن ضرب زيد بسهم ÙÙŠ جبهته اليسرى Ùبلغ دماغه، Ùرجع مع أصØابه إلى دار الجزارين التي بالسبخة.
Ùبعث إليه بطبيب اسمه (سÙيان مولى لبني دواس) وطلبوا إليه قلع النصل الذي استقر ÙÙŠ جبهة زيد Ùقال الطبيب له: (إنك إن نزعته من رأسك مت) Ùقال: (الموت أيسر عليّ مما أنا Ùيه، Ùأخذ الكلبتين Ùانتزعه Ùساعة انتزاعه مات).
ÙØÙر له أصØابه قبراً وسط النهر من أجل إخÙاء قبره، وذلك خوÙاً على بدنه من التمثيل، ولكن عبداً سندياً كان معهم كش٠ذلك ليوس٠بن عمر Ùأستخرجه، وصلبه، وبعث برأسه إلى هشام بن عبد الملك الذي أرسله إلى المدينة ÙعÙلّقَ عند قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ثم طي٠به ÙÙŠ مصر، Ùسرقه بعض الأنصار ودÙنه.
وتÙرق أصØاب زيد ÙÙŠ الليل، واختÙÙ‰ ابنه ÙŠØيى عند سابق وهو مولى لبشر بن عبد الملك، ثم اختÙÙ‰ عند بشر مدة أخرى، ثم هرب إلى الري.
ØØ« الأئمة عليهم السلام على نصرته ولعنهم قاتله
لقد ØØ« الإمام الصادق عليه السلام الناس على نصرة زيد والجهاد معه ÙÙŠ Øربه للظلم Ùعن عيص بن القاسم، قال: سمعت٠أبا عبد الله عليه السلام يقول:
«Ø¹Ù„يكم بتقوى الله ÙˆØده لا شريك له، وانظروا لأنÙسكم، Ùوالله، إن الرجل ليكون له الغنم Ùيها الراعي، Ùإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو Ùيها، يخرجه ويجيء بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان Ùيها. والله لو كانت لأØدكم Ù†Ùسان يقاتل بواØدة يجرب بها، ثم كانت الأخرى باقية يعمل على ما قد استبان لها، ولكن له Ù†Ùس واØدة إذا ذهبت Ùقد والله ذهبت التوبة. Ùأنتم Ø£ØÙ‚ أن تختاروا لأنÙسكم. إن أتاكم آت منا Ùانظروا على أي شيء تخرجون؟ ولا تقولوا خرج زيد، Ùإن زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى Ù†Ùسه، وإنما دعاكم إلى الرضا من آل Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولو ظهر لوÙÙ‰ بما دعاكم إليه. إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه. Ùالخارج منا اليوم إلى أي شيء يدعوكم إلى الرضا من آل Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وسلم، ÙÙ†ØÙ† نشهدكم أنا لسنا نرضى به وهو يعصينا اليوم وليس معه Ø£Øد...».
وعن سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام:
«ÙƒÙŠÙ صنعتم بعمي زيد؟».
قلت: إنهم كانوا ÙŠØرسونه، Ùلما Ø´ÙÙ‘ الناس (أي: تÙرقوا) أخذنا جثته ÙدÙناه ÙÙŠ جر٠على شاطئ الÙرات، Ùلما أصبØوا جالت الخيل يطلبونه Ùوجدوه ÙاØرقوه.
Ùقال عليه السلام:
«Ø£Ùلا أوقرتموه Øديداً وألقيتموه ÙÙŠ الÙرات؟ صلى الله عليه ولعن قاتله».
وكلتا الروايتين تامة سنداً.
والرواية الأولى صريØØ© ÙÙŠ أن خروج زيد كان مرضياً من قبل الإمام؛ لأنه جهاد ضد الطاغوت، إذ ورد ÙÙŠ الرواية قوله عليه السلام:
«Ùالخارج منا إلى أيّ شيء يدعوكم إلى الرضا من آل Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وسلم، ÙÙ†ØÙ† نشهدكم على أنا لسنا نرضى به».
وروي عن الإمام الرضا عليه السلام Øينما خرج أخوه زيد بن موسى بن جعÙر على المأمون بالبصرة، وأØرق دور ÙˆÙلد العباس وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضا عليه السلام، وقال له: يا أبا الØسن، لئن خرج أخوك ÙˆÙعل ما Ùعل لقد خرج قبله زيد بن علي Ùقتل، ولو لا مكانك مني لقتلتÙÙ‡ÙØŒ Ùليس ما أتاه٠بصغير.
Ùقال الإمام الرضا عليه السلام:
«ÙŠØ§ مأمون لا تقس أخي زيداً إلى زيد بن علي، Ùإنه كان من علماء آل Ù…Øمد، غضب لله عزوجل Ùجاهد أعداءه٠Øتى قتل ÙÙŠ سبيله، ولقد Øدّثني أبي موسى بن جعÙر عليه السلام إنه سمع أباه جعÙر بن Ù…Øمد بن علي عليهم السلام يقول: رØÙ… الله زيداً، إنه دعا إلى الرضا من آل Ù…Øمد، ولو ظÙر لوÙÙ‰ بما دعا إليه، ولقد استشارني ÙÙŠ خروجه Ùقلت له: يا عم، إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة Ùشأنك، Ùلما ولى قال جعÙر بن Ù…Øمد: ويلٌ لمن سمع داعيته Ùلم يجبهÙ...».
Ùكان رØمه الله كما عرّÙÙ‡ الأئمة عليهم السلام:
«Ø¹Ø§Ù„ماً، وصدوقاً، ومجاهداً وداعياً بالرضا لآل Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وسلم».