ان من الØروب المهمة التي له الاثر العظيم ÙÙŠ Ùهم واقع الØال بعد النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وكي٠كان الامة تتعامل مع خليÙØ© الله ÙÙŠ ارضه مع شدة ظلامة الامام علي عليه السلام Ùقد اقصي عن Øقه لعشرات السنين وعندما بايعه الناس طوعا واختاروه خليÙØ© عليهم Ùاذا ببعض من لايروق لهم هذا الاختيار ÙŠØاولون بكل ما عندهم من مكر وخديعة وقوة ان يزيØوا الامام علي عليه السلام من خلاÙØ© المسلمين Ùتكالبوا على قتال الامام عليه السلام ومن هذه الØروب التي كللت بالنصر Øرب الجمل وبعد ان تم للامام علي (عليه السلام) النصر عاد بجيشه إلى الكوÙØ©ØŒ وبعد أن عزز الجيش عزم على التوجه إلى الشام لتصÙية المعارضة التي يقودها معاوية بن أبي سÙيان هناك..
وسار الإمام (عليه السلام) على رأس جيشه، غير أن أنباء مسير الإمام (عليه السلام) Ù†ØÙˆ الشام قد بلغت الناكثين هناك، Ùقرروا ملاقاة الزØ٠الإسلامي Ùتلاقى الجيشان عند نهر الÙرات...
وبدأ الإمام (عليه السلام) ببذل مساعيه Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø¨Ø§Ù„ÙˆØ³Ø§Ø¦Ù„ السلمية، Ùأرسل ÙˆÙداً ثلاثياً إلى معاوية، يدعوه إلى تقوى الله والØÙاظ على ÙˆØدة الص٠والدخول ÙÙŠ إجماع الأمة «.. اذهبوا إلى هذا الرجل –معاوية– وادعوه إلى الله تعالى، وإلى الطاعة والجماعة، لعل الله تعالى أن يهديه، ويلتئم شمل هذه الأمة»(1).
والتقى الوÙد بقائد المعارضة، وأبلغوه بنوايا الإمام (عليه السلام) ووضعوه أمام الله تعالى ÙˆØذروه مغبة ما يقدم عليه، غير أن معاوية أبدى إصراراً، وقد ختم رده على الوÙد «Ø§Ù†ØµØ±Ùوا عني Ùليس عندي إلا السيٻ(2).
على أن الموق٠الأموي ذلك لم يصر٠الإمام (عليه السلام) على Ø§Ù„ØªØ³Ù„Ø Ø¨Ø§Ù„ØµØ¨Ø± والأناة ولم يثر Ùيه Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªØ¹Ø¬ÙŠÙ„ بالمواجهة الصارمة Øقناً للدماء، ÙˆØÙاظاً على Ù†Ùوس الأمة..
بيد أن الموق٠الإنساني الذي التزمه الإمام (عليه السلام) لم يزد القوى المعارضة إلاّ إصراراً، Ùعملوا من جانبهم على الØيلولة دون Øصول جيش الإمام (عليه السلام) على الماء، Øيث سبق أن تØرك Ùيلق لهم واتخذ مواقعه عند ماء الÙرات ليمنع جند الإمام من الماء..
وبالنظر لأهمية الماء ÙÙŠ الإستراتيجية العسكرية ولعدم توÙر مصدر آخر لجيش الإمام غير الÙرات، Ùإن الإمام (عليه السلام) قد التزم الأناة أيضاً ÙÙŠ معالجة الموقÙ.
Ùأرسل رسولاً إلى معاوية ليبلغه «Ø£Ù† الذي جئنا له غير الماء، ولو سبقناك إليه لم نمنعك عنه».
Ùرد عليهم معاوية بقوله: «Ù„ا والله ولا قطرة Øتى تموت ظمأ»!!!
الأمر الذي اضطر الإمام (عليه السلام) إلى استعمال العن٠ÙÙŠ الØصول على الماء لجيشه، Øيث لا بديل للعنÙ..
وهكذا Øرك الإمام (عليه السلام) Ùرقة من جيشه لإنهاء الØصار المضروب عليهم، Ùانهزم Ùيلق معاوية شر هزيمة..
وبعد أن صار الماء ÙÙŠ نطاق Ù†Ùوذ جيش الأمام (عليه السلام) أذن للباغين بالتزود منه متى شاؤوا، مجسداً بذلك بنداً من أخلاق الإسلام العظيمة ÙÙŠ هذا المضمار.
Ùأعظم بعلي من Ù…Øارب نبيل، وأكرم به من صاØب قلب كبير..
ÙˆØيث أن همّ الأمام (عليه السلام) أن ÙŠØقن دماء المسلمين ويصونهم من التمزق، ويدرأ التصدع عن صÙهم، Ùقد طلب من معاوية أن ينازله إلى ميدان القتال Ùيتقاتلا دون الناس لكي تكون إمامة الأمة لمن يغلب «ÙŠØ§ معاوية علام يقتتل الناس؟ أبرز إلي ودع الناس، Ùيكون الأمر لمن غلب»(3).
إلا أن معاوية قد رÙض خوÙاً من بطش الإمام (عليه السلام) وبالرغم من أن الجيش الأموي قد بدأ القتال من جانبه، Ùإن الإمام (عليه السلام) قد التزم بضبط النÙس كذلك ÙˆØاول أن ÙŠØصر القتال ÙÙŠ Øدود المبارزة المØدودة(4).
ولما لم تلق Ù…Øاولات الإمام (عليه السلام) الرأب الصدع –الذي خلÙÙ‡ معاوية ÙÙŠ ص٠الأمة– استجابة، تÙجر الموق٠بØرب واسعة النطاق استمرت أسبوعين دون هوادة.
وقد لاØت تباشير النصر Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù…Ø¹Ø³ÙƒØ± الإمام (عليه السلام) وأوشكت القوى الباغية على الانهزام، Ùدبروا «Ø®Ø¯Ø¹Ø© المصاØÙ» ÙرÙعوا المصاØ٠على رؤوس Ø§Ù„Ø±Ù…Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø³ÙŠÙˆÙ.. مما نجم عن تلك الخطة الماكرة تغير جوهري ÙÙŠ الموق٠العام.
ولقد كان لرÙع المصاØ٠من لدن معسكر معاوية صدى عميقاً ÙÙŠ معسكر الإمام (عليه السلام) إذ سرعان ما سارت كثرة كاثرة من جيشه مطالبة بإيقا٠القتال.. Ùكثر اللغط بين الصÙو٠وآثر الآلا٠ترك الØرب..
ومع أن الإمام (عليه السلام) تصدى لكش٠خلÙيات رÙع المصاØ٠واستعمل كل وسائله الإقناعية ÙÙŠ البرهنة على كونها خدعة يراد بها عرقلة تØقيق النصر الذي بات وشيكاً Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¬ÙŠØ´ الإمام (عليه السلام). إلا أن المطالبين بإيقا٠القتال لم يستجيبوا لنداءاته المتكررة ÙÙŠ هذا المضمار، ولعل بعضهم استعمل لغة التهديد للإمام (عليه السلام).. (5).
واضطروه أن يبعث الأشعث بن قيس إلى معاوية للتعر٠على ما يريد من وراء رÙعه للمصاØÙØŒ Ùعاد ÙŠØمل رغبة معاوية ÙÙŠ التØكيم.. ثم تلى ذلك الÙصل الثاني من المأساة، Ùاختارت الغوغاء أبا موسى الأشعري لتمثيل معسكر الإمام (عليه السلام) بينما اختار معاوية ابن العاص. على أن الإمام (عليه السلام) قد رÙض Ùكرة تمثيل الأشعري لمعسكره باعتبار أن الأشعري كان معتزلاً للإمام (عليه السلام) ولم يكن يرى ÙÙŠ الإمام أهلاً لتولي الخلاÙØ© بعد عثمان (6) - هو وآخرون ممن اعتزلوا الإمام (عليه السلام)– وكان يخذل الناس عن نصرة الإمام، مما Øمل الإمام على عزله من ولاية الكوÙØ©(7)..
وقد Ø±Ø¬Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… (عليه السلام) أن يكون الممثل لمعسكره ÙÙŠ التØكيم عبد الله بن عباس، غير أن الغوغاء أصروا على اختيار أبي موسى الأشعري بالرغم من تأكيد الإمام على ضعÙÙ‡ ووهن رأيه إضاÙØ© إلى مرتكزاته الÙكرية وموقÙÙ‡ من Øكومة الإمام (عليه السلام).
وها هو الإمام (عليه السلام) يخاطب المخدوعين بقوله «Ù‚د عصيتموني ÙÙŠ أول الأمر –يشير إلى قبول التØكيم وإيقا٠القتال– Ùلا تعصوني الآن، لا أرى أن تولوا أبا موسى الØكومة Ùإنه ضعي٠عن عمرو ومكائده»(8).
إلا أنهم أصروا على اختيار الأشعري..
ومن هنا Ùإن الباØØ« البصير لا يمكن أن يركن إلى الاعتقاد بأن تلك الأمور قد جرت بشكل عÙوي أبداً.. Ùإن سير الأØداث لا يدل على ذلك.. إذ أن رÙع المصاØ٠كان قد جرى بتوقيت وتنسيق بين معاوية ÙˆØركة موالية له ÙÙŠ جيش الإمام (عليه السلام) لابد أن يكون له اتصال معها..
Ùما أن ارتÙعت المصاØÙ Øتى استجاب أولئك لإيقا٠القتال مستÙيدين من سأم الناس من القتال، Ùوسعوا قاعدتهم ÙÙŠ صÙو٠معسكر الإمام (عليه السلام) ÙˆÙرضوا عليه التØكيم، وممثل معسكره ÙÙŠ التØكيم Ùيما بعد..
وهكذا Ùإني لا أعتقد بØال أن لا تكون Øركة التمرد ÙÙŠ جيش الإمام (عليه السلام) بذلك الشكل الذي ذكره المؤرخون لا تعتمد على تخطيط أموي مسبق أبداً..
وقد جاءت نتائج التØكيم –كما توقع الإمام (عليه السلام) Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù…Ø¹Ø§ÙˆÙŠØ© Øيث بدأ الأمر يستتب له شيئاً Ùشيئاً.
_____________________________
1 - الÙصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص70.
2 - Ù†Ùس المصدر السابق ص71.
3 - الÙصول المهمة لابن الصباغ المالكي، وتذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، بلÙظ متقارب.
4 - Ù†Ùس المصدر السابق.
5 - تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص103.
6 - راجع الÙصول المهمة ص78 وتذكرة الخواص ص103.
7 - تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص74.
8 - Ù†Ùس المصدر ص79